هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    قصة واقعية ومؤثرة جدا

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 202
    نقاط : 1143
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 17/08/2009
    العمر : 27
    الموقع : www.mohammedmaan.yoo7.com
    المزاج : أفكر

    قصة واقعية ومؤثرة جدا Empty قصة واقعية ومؤثرة جدا

    مُساهمة  Admin الثلاثاء أغسطس 18, 2009 1:34 am

    اليكم القصه التي قصصها احد الاصدقاء ...............
    جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ، ومع الشاب مجموعة
    من أقاربه ، لفت انتباهي ، شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة ، شاركني
    الغسيل ، وهو بين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه ، أما دموعه فكانت
    تجري بلا انقطاع ...

    وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر ...

    ولسانه لايتوقف عن قول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لاحول ولاقوة إلا بالله ...

    هذه الكلمات كانت تريحني قليلاً ...

    بكاؤه أفقدني التركيز ، هتفت به بالشاب ...

    - إن الله أرحم بأخيك منك ، وعليك بالصبر

    التفت نحوي وقال : إنه ليس أخي

    ألجمتني المفاجأة ، مستحيل ، وهذا البكاء وهذا النحيب

    - نعم إنه ليس أخي ، لكنه أغلى وأعز أليّ من أخي ...

    سكت ورحت أنظر إليه بتعجب ، بينما واصل حديثه ...

    - إنه صديق الطفولة ، زميل الدراسة ، نجلس معاً في الصف وفي ساحة المدرسة
    ، ونلعب سوياً في الحارة ، تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم ...

    - كبرنا وكبرت العلاقة بيننا ، أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة ، ثم نعود
    لنلتقي ، تخرجنا من المرحلة الثانوية ثم الجامعة معاً ...

    التحقنا بعمل واحد ...

    تزوجنا أختين ، وسكنا في شقتين متقابلتين ...

    رزقني الله بابن وبنت ، وهو أيضاً رُزق ببنت وابن ...

    عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا ، يزيد الفرح عندما يجمعنا ، وتنتهي الأحزان
    عندما نلتقي ...

    اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة ...

    نذهب سوياً ونعود سوياً ...

    واليوم ... توقفت الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء ...

    - يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا ...

    خنقتني العبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما ..

    أخذت أردد ، سبحان الله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله ...

    أنتهيت من غسله ، وأقبل ذلك الشاب يقبله ...

    لقد كان المشهد مؤثراً ، فقد كان ينشق من شدة البكاء ، حتى ظننت أنه
    سيهلك في تلك اللحظة ...

    راح يقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموعه ...

    أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه ...

    وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة ...

    أما الشاب فقد أحاط به أقاربه ...

    فكانت جنازة تحمل على الأكتاف ، وهو جنازة تدب على الأرض دبيباً ...

    وعند القبر وقف باكياً ، يسنده بعض أقاربه ...

    سكن قليلاً ، وقام يدعو ، ويدعو ...

    انصرف الجميع ...

    عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله ، وتقف عنده
    الكلمات عاجزة عن التعبير ...

    وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت جنازة لشاب ، أخذت اتأملها ،
    الوجه ليس غريب ، شعرت بأنني أعرفه ، ولكن أين شاهدته ...

    نظرت إلى الأب المكلوم ، هذا الوجه أعرفه ...

    تقاطر الدمع على خديه ، وانطلق الصوت حزيناً ...

    يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه ...

    يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن ، يقلب صديقه ، يمسك بيده ، بالأمس
    كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط في البكاء ...

    انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه ...

    رددت بصوت مرتفع :كيف مات ؟

    - عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام ، وعند
    صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته ، وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على خديه ،
    رحمه الله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه ، وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه
    راجعون ...

    - إنا لله وإنا إليه راجعون ، اصبر واحتسب ، اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في
    الجنة ، يوم أن ينادي الجبار عز وجل : أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم في
    ظلي يوم لاظل إلا ظلي ...

    قمت بتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه ...

    توجهنا بالجنازة إلى القبر ، وهناك كانت المفاجأة ...

    لقد وجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فارغاً ...

    قلت في نفسي مستحيل : منذ الأمس لم تأت جنازة ، لم يحدث هذا من قبل ...

    أنزلناه في قبره ، وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما ، وأنا أردد ،
    يالها من قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً ، وجمغت القبور
    بينهما أمواتاً ...

    خرجت من القبر ووقفت ادعو لهما : اللهم أغفر لهما وأرحمهما ، اللهم
    واجمع بينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين ، في مقعد صدق عند مليك
    مقتدر ، ومسحت دمعة جرت ، ثم انطلقت أعزي أقاربهما ...

    انتهى الشيخ من الحديث ، وأنا واقف قد أصابني الذهول ، وتملكتني الدهشة
    ، لا إله إلا الله ، سبحان الله ، وحمدت الله أن الورقة وصلت للشيخ وسمعت هذه
    القصة المثيرة ، والتي لو حدثني بها أحد لما صدقتها ...

    وأخذت ادعو لهما بالرحمة والمغفرة
    ان لله انا اليه راجعين
    اسألكم الدعاء بحق محمد وال محمد

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مارس 19, 2024 10:39 am